قد يعجبك أيضا

iqraaPostsStyle6/recent/6/{"cat": false}

القدس حضارة عريقة ومعمار فريد

الكاتب: أنوار ناصرتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 التاريخ العريق للقدس 

تختزن القدس في جنباتها تاريخا عريقا يمتد لآلاف السنين، وهي واحدة من أقدم المدن في العالم، وأهمها دينياً و ثقافياً، وتقع  مدينة القدس في قلب الصراع العربي الإسرائيلي، وتعتبر العاصمة الأبدية لفلسطين. 
تعود أصول القدس إلى ما يزيد عن خمسة آلاف عام، حيث شهدت على مر العصور تعاقب حضارات و إمبراطوريات مختلفة، أسسها اليبوسيون الكنعانيون في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتوالت عليها الفتوحات، من الفراعنة والآشوريين إلى الفرس و الرومان، وبعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي أصبحت القدس تحت حكم الخلافة الإسلامية، مما أضفى عليها طابعاً عربياً إسلاميا واضحا.

القدس  حضارة عريقة ومعمار فريد

القدس في الديانات السماوية

تحظى القدس بمكانة خاصة في قلوب أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام وتعتبر مدينة مقدسة في اليهودية، حيث تضم حائط البراق، الذي يعد آخر بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد.

 وبالنسبة للمسيحيين، القدس هي الموقع الذي شهد أحداثاً هامة في حياة المسيح عيسى عليه السلام، بما في ذلك العشاء الأخير، و الصلب، و القيامة، بحيث تعد كنيسة القيامة  أحد أهم المعالم الدينية في المدينة، فهي محج الملايين من الحجاج المسيحيين سنويا.

القدس العربية المسلمة.

تعتبر القدس ثالث أقدس مدينة في الإسلام بعد مكة االمكرمة  والمدينة المنورة،   وتزخر بالعديد من المعالم الأثرية والدينية التي تعكس هويتها العربية والإسلامية، مثل المسجد الأقصى الذي يعدُّ أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو واحداً من أهم وأكبر المساجد في العالم الإسلامي، ويمتد على مساحة تقارب 144 ألف متر مربع، ويشمل العديد من المصليات والساحات، ويتميز بطرازه المعماري الفريد. في وسط الحرم القدسي الشريف توجد قبة الصخرة، التي بناها الخليفة الأموي  عبد الملك بن مروان، ويرتبط إسم المسجد الأقصى وقبة الصخرة بالإسراء والمعراج، حيث أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ،ومن ثَم إلى سدرة المنتهى.

لا يمكننا أن نذكر الأماكن التاريخية لمدينة القدس، دون ذكر البلدة القديمة، التي تعد موطناً للعديد من المعالم التاريخية، وتمتاز بأزقتها الضيقة و المعبدة بالحجارة القديمة، وتحيط بها الأسوار التاريخية التي بناها السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن السادس عشر.

التحديات التي تواجها القدس.

تواجه القدس العديد من التحديات السياسية والإجتماعية، منها الاستيطان الإسرائيلي حيث تستمر إسرائيل في بناء المستوطنات في القدس الشرقية، مما يهدد بتغيير الطابع الديموغرافي للمدينة. ويواجه الفلسطينيون في القدس الشرقية صعوبات كبيرة في الحصول على تراخيص البناء، بينما تستمر المستوطنات في التوسع بشكل غير قانوني. وتقوم السلطات الإسرائيلية بتنفيذ حفريات تحت وحول المسجد الأقصى بحجّة البحث عن آثار الهيكل اليهودي، و تثير هذه الحفريات قلقاً كبيراً بين الفلسطينيين، الذين يرون في هذا العمل تهديدا لسلامة المسجد الأقصى الشريف والمعالم التاريخية الأخرى.

أهمية الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس.

يعاني سكان القدس العرب من تمييز في العديد من مجالات الحياة، بما في ذلك التعليم والصحة والإسكان، كما تفرض السلطات الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة تؤثر على حرية الحركة والوصول إلى الأماكن المقدسة، ويتعرض سكان القدس إلى محاولات عديدة لطمس هويتها العربية من خلال التهويد والاستيطان، ومع ذلك، تضل المدينة محافظة على طابعها العربي الإسلامي بفضل صمود أهلها ودعم الشعوب العربية و الإسلامية.

و يتطلب الحفاظ على هوية القدس جهودا مستمرة حفاظا على التراث الثقافي والديني، ومقاومة محاولات تغيير التركيبة السكانية للمدينة.

دور المجتمع الدولي في حماية القدس.

إن الحفاظ على هوية المدينة ومعالمها التاريخية والدينية مسؤولية مشتركة بين العرب والمسلمين والمجتمع الدولي، كما يجب أن نواصل دعم القدس وسكانها في وجه التحديات والتهديدات المستمرة لنضمن بقاء هذه المدينة المقدسة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من التراث العربي و الإسلامي.

يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في حماية القدس والحفاظ على هويتها وطابعها العربي والإسلامي،حيث يجب على الدول العربية والإسلامية تكثيف جهودها الدبلوماسية لحماية المدينة ومعالمها التاريخية والدينية، ودعم حقوق الفلسطينيين، كما يجب على المنظمات الدولية والحقوقية الضغط على إسرائيل لوقف الإنتهاكات والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، لضمان بقاء هذه المدينة التي تعتبر جوهرة ثمينة في قلب العالم الإسلامي، و رمزاً للصمود والتاريخ العريق. 

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

1979721047536406384

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث